سقطت عبرة من عينيها عندما نظرت من نافذة الحجرة المطلة على الفندق بجوار منزلها وأخذ قلبها يئن بشدة وقالت في نفسها :
هل هكذا يودع الناس هذا العام ويستقبلون العام الجديد ؟
كانت البوابات الزجاجية القصيرة النصف مائلة التي تحيط بقاعة الحفلات في الفندق تحكى عما بداخلها من مناظر تقشعر لها الأبدان .
فالجميع يحملون في أيديهم كؤوس الخمر ويرقصون على نغمات صاخبة عالية تحدث ضجيجا فارغا , والنساء كحالهن دائما في الحفلات الرسمية يرتدين ثيابا تكشف من الأجساد أكثر مما تغطى , والشياطين تحيط بالمكان وهى فرحة منتصرة لأنها جعلت كل هذا الجمع يودع عامه بمعصية ويستقبل عامه بمعصية أخرى والناس لايشعرون بهؤلاء الشياطين لأنها أصبحت تسيطر على أفكارهم وتتحكم في تصرفاتهم فيالهم من حمقى لايعرفون مصيرهم لو قبض ملك الموت أرواحهم وهم على هذه الصورة .
ثم سقطت عبرة أخرى من عينيها وهى تغلق النافذة قبل عشر دقائق هي كل الوقت المتبقي من هذا العام ثم ذهبت لتتوضأ وتصلى حتى تأتى عليها السنة وهى ساجدة لله - سبحانه وتعالى - تسأله أن يغفر لها ذنوبها فى هذا العام ويتقبل أعمالها الصالحة في العام القادم الجديد .