كان تمام بن جعفربخيلا علي الطعام , مفرط البخل
وكان يقبل علي من أكل خبزه بكل علة ويطالبه بكل طائلة
وحتي ربما استخرج عليه انه .. لابن -جلاد الدم (قاتل)
وكان ان قال له نديم له :
ما في الأرض احد أمشي مني .. ما علي ظهرها أحد أقوي علي الحضر (العدو)مني
قال:وما يمنعك من ذلك وانت تأكل أكل عشرة ؟ . وهل يحمل الرجل الا البطن ؟.
لا حمد الله من يحمدك !
فأن قال :لا والله أنأ لا أقدر أن أمشي لأني أضعف الخلق عنه
قال:وكيف تمشي وقد جعلت في بطنك مايحمله عشرون حمالا ؟
وهل ينطلق الناس الا مع خفة الاكل ؟.... وأي بطين يقدر علي الحركة ؟
وأن الكظيظ ليعجز عن الركوع والسجود . فكيف بالمشي النكير (الصعب)
فان شكا ضرسه وقال :ما نمت البارحة مع وجعه وضربانه
قال: عجبت كيف اشتكيت واحدا .... وكيف لم تشتك الجميع؟
وكيف بقيت الي اليوم وفي فيك حاك سن ... واي ضرس يقوي علي الدرس والطحن
وان الا رحاء السورية لتكل ... وان الميجان الغليظ ليتعبه الدق .
وقد استبطأت لك هذه العلة !
أرفق فان الرفق يمن .... ولا تخرق بنفسك فان الخرق شؤم ! .
وان قال لا والله
ان اشتكيت ضرسا لي قط ... ولا تجلجل لي سن عن موضعه مذ عرفت نفسي
قال :
يا مجنون !
لان كثرة المضغ تشد العمور وتقوي الاسنان وتدبغ اللثة وتغذو اصولها
واعفاء الاضراس من المضغ يريحها (يضعفهاا)
وانما الفم جزء من الانسان ... وكما ان الانسان
اذا تحرك وعمل .. قوي
وان طال سكونه .. تفتخ واسترخي
فكذلك الاضراس ولكن رفقا فان الاتعاب ينقص القوة ولكل شيئ مقدار ونهاية
. فان قال:
ماشربت اليوم ماء البتة .
قال: لانك لاتدع لشرب الماء موضعا ولانك تكنز في جوفك كنزا لا يجد الماء معه مدخلا .
والعجب لاتتخم
لان من لايشرب الماء علي الخوان لايدري مقدار ماأكل
وان جاوز مقدار الكفاية كان حريا بالتخمة !! .
ان قال: ماأنام الليل كله ... .وقد أهلكني الأرق
قال: وتدعك الكظة والنفخة والقرقرة ان تنام .
والله لو لم يكن الا العطش الذي ينبه الناس لما نمت
لان من شرب كثيرا بال كثيرا
ومن كان الليل كله بين شرب وبول
كيف ياخذه النوم ؟